مفهوم الجنس ... من خلال الديــن

لقد وضع الله في الإنسان غريزة الجنس ؟!! وجعلها سبباً في استمرار النسل
البشري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وخلق الله آدم ولم يتركه وحيداً بل خلق له من جنسه إمرأة يسكن إليها وتعيش هي في كنفه، ويكونان سبباً بعد الله في استمرار النوع البشري على الأرض.

قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم

وقال تعالى أيضاً:{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ
وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (72) سورة النحل

وقال تعالى في محكم تنزيله : {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} البقرة/187.

وميّز الله البشر عن الحيوانات بالعقل!! والمنطق والحكمة!!

وأيضا ميّزه في الجنس؟!!! ... كيف ذلك ؟!!

كل المخلوقات الحية على الأرض بما فيها الإنسان يمارسون الجنس لأجل حفظ النسل .

ولكن الإنسان يتميز عن بقية الكائنات الحية وخصوصاً الحيوانات ، بأنه لا يمارس الجنس
إلا في اطار خاص جداً !!، ومع امرأة لها علاقة وطيدة به ألا وهي الزوجة!!

فالحيوانات كما نرا ليس لديها رابطة مقدسة مثل الزواج ، فالذكور في معظم
أنواع الحيوانات تمارس الجنس مع أي أنثى يقابلها ليس لشهوة ولكن لغريزة
فطرية جعلها الله فيها لحفظ النوع.

فمعظم الحيوانات لا تتزاوج إلا في أيام محددة أو أشهر محددة من السنة؟!!

وهذا دليل على أنها تتزاوج فقط للنسل، وليس لشهوة الجنس!!!

طبعاً!! ماعدا الحيوانات التي يستفيد منها الإنسان كالأنعام والطيور التي يأكل
لحومها ويشرب ألبانها، فهذه جعلها الله تتناسل طوال السنة!! نعمة
ومنّا وفضلاً من الله على عبيده.

وفي إطار الزواج الشرعي الصحيح فإن الجنس يكون قمة المتعة للمتزوجين
بل هو قمة اللذة في الحيااة الزوجية!!!

بل... أنه في ديننا الإسلامي الحنيف يؤجر الرجل على ذلك؟!!

سبحان الله!!!

قال صلى الله عليه وسلم وفي بضع أحدكم صدقة ". قالوا: يا رسول الله،
أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: " نعم، أليس إذا وضعها
في حرام كان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر.
أتحتسبون الشر، ولا تحتسبون الخير)؟! ". رواه مسلم

والإسلام دين كامل ولله الحمد ، قال تعالى:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } (3) سورة المائدة

وقد ذكر القرآن الكريم العلاقة الزوجة في عدة مواضع ، وكذلك رسولنا الكريم عليه
افضل الصلاة والتسليم كان يعلم الصحابة أمور دينهم ودنياهم ومنها الأمور الجنسية؟!!

يقول تعالى:{نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ
وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (223) سورة البقرة

ويقول عزّ وجل أيضاً:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي
الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة

فالله سبحانه وتعالى في الآية الأولى يبين كيف يأتى الرجل امرأته ومن أين!!
وله في ذلك أي طريقة ماعدا الدبر طبعاً.

وفي قوله وقدموا لأنفسكم أي قدمو ا لهذا الجماع كما فسره بعض العلماء أي مانسميه بالمداعبة !!!

أما الآية الثانية فتبين لنا أنه ممنوع علينا وحرام أن نجامع زوجاتنا في
فترة الحيض وقال هو أذى؟!!

وقد ثبت علمياً مدى الضررالحاصل من ذلك ولا مجال لذكره الآن.

يقول المصطفى صلى الله عليه:"لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: اللهم جنبني
الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا. فإن كان بينهما ولد، لم يضره الشيطان"
(وليغط نفسه وأهله بثوب… وليقدم التلطف بالكلام والتقبيل. قال صلى الله عليه
وسلم: "لا يقعن أحدكم على امرأته، كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول.
قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام". وقال: "ثلاث من العجز
في الرجل.. وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها (أي يجامعها) قبل أن
يحدثها ويؤانسها ويضاجعها فيقضي حاجته منها، قبل أن تقضي حاجتها منه".

والأحاديث كثيرة في هذا المجال ولكن سوف نتطرق إليها بإذن الله من خلال
مواضيعنا في هذا القسم.

وفي الختام نرجو من الله العلي القدير أن يكون مانقدمه لشبابنا المسلم مفيداً
ونافعا ؛

تقبلوا تحياتى